منذ قيام محطة »LBC« باطلاق برنامج المواهب المثير للجدل "ستار اكاديمي"، قبل 5 سنوت، انقسمت الآراء ما بين مؤيد للبرنامج على اعتبار انه يثري الساحة بمجموعة من المواهب الشابة التي تملك مقومات الاستعراض وتجمع ما بين الغناء والتمثيل والرقص وبين معارض للنسخة المعربة من البرنامج والتي تنطوي على بعض
التجاوزات الاخلاقية ضاربة بالعادات والتقاليد العربية عرض الحائط، هذا الى جانب صناعة نجوم من ورق، فالشاب او الفتاة تقتصر نجوميته على فترة وجوده في الاكاديمية فقط، من ثم يأفل نجمه الذي توهج سريعا منذ دخوله الاكاديمية لظهوره على شاشة التلفزيون على مدار 24 ساعة، معتمدا على جمهور المراهقين الذين يجدون في التصويت متعة وتسلية جديدة، في الوقت الذي تختلق فيه ادارة الاكاديمية قصصا وهمية بهدف اضفاء اجواء سينمائية على البرنامج تثير الجدل والتشويق حول المتسابقين.
وبمرور الوقت يخرج المتسابق تلو الآخر من البرنامج، حتى من يحصد اللقب، ليجدوا انفسهم في كيان ضخم اسمه الساحة الفنية من دون ادنى خبرة او رصيد فني يرتكز عليه الشاب الذي يصدم بالواقع المرير، فشركات الانتاج ترفض التعاون معهم لتحاشي الخوض في نزاعات قضائية مع »LBC« خصوصا ان آخر 10 متسابقين يوقعون على عقود احتكار مدتها 5 سنوات تتجدد 10 سنوات اخرى وبشروط صارمة.
ولكن اين ذهب نجوم النسخ الاربع السابقة? فلنستعرض واحدا تلو الآخر منذ خروجهم من الاكاديمية حتى وقتنا هذا، ولنبدأ من نجم النسخة الاولى المصري محمد عطية الذي يرى البعض انه حصد اللقب صدفة لأنه يملك موهبة الغناء ولا ابلغ على ذلك من فشل ألبومه الاول "انت الحبيب" الذي انتجته LBC والذي ترددت شائعات كثيرة عن تشابه كلماته وافكاره مع احد ألبومات فريق »باك ستريت بويز« الذي يحظى بشعبية كبيرة بين شريحة الشباب والمراهقين - جمهور عطية - ما شجع نجم "ستار اكاديمي" على التوجه للتمثيل لعله يجد فيه ضالته ويحقق من خلاله بعض النجاحات، ولكن احلامه تحطمت على صخرة السينما بعدما قدم فيلمين لم يحققا نجاحات تذكر وهما "عليا الطرب بالثلاثة" و"درس خصوصي".
اما السعودي هشام عبدالرحمن نجم النسخة الثانية فيتأرجح بين التمثيل وتقديم البرامج ولازمه سوء الحظ في المجالين، اذ لم يحظ فيلمه مع شركة روتانا "كيف الحال" بأي نجاح، وتخبط هشام في برامج المسابقات فقدم "كاش تاكسي" و"مدى الحياة" ولكن اين الغناء?
نجم النسخة الثالثة اللبناني جوزيف عطية لا يختلف اثنان على انه من اقوى الاصوات في الاكاديمية وعلى الرغم من ذلك لم يقدم سوى اغنية سنغل "لا تروحي" وصورها فيديو كليب ومن ثم اختفى عن الانظار، ولم يظهر إلا في حفلات للجاليات العربية بالخارج والمشاركة في "ستار اكاديمي".
واخيرا شذى حسون نجمة النسخة الرابعة التي قدمت بعد حصد اللقب اغنية رومانسية بعنوان "روح" لا تليق ببنت العراق فتخلت عن الكثير من ملابسها وظهرت بلوك مختلف تماما لمسايرة الاجواء السائدة.
والسؤال الذي يطرح: ما السبب الحقيقي وراء ما يتعرض له الشباب? الاجابة تأتي على لسان احدى نجمات البرنامج التي على الرغم من انها لم تحصد اللقب إلا انها تركت بصمة لدى قطاع كبير من الجمهور، فتحت قلبها ل-"السياسة" وفضلت عدم الافصاح عن شخصيتها وكحال العشر الاواخر في البرنامج وقعت على عقد مدته 5 سنوات يتجدد تلقائيا 10 سنوات، هذا الى جانب شرط ينص على ان تتقاضى الشركة المسؤولة عن شباب ستار اكاديمي نسبة 50 في المئة من اجر المتسابق عن اي عمل يشارك فيه، وقالت الفنانة الشابة:
"يتجاهل المسؤولون عن الشركة الاتصال بنا لفترة تتجاوز العام او العامين ولكن بمجرد ان نشارك في اي عمل نفاجأ باتصال ليطلبوا حقهم 50 في المئة، على الرغم من ان العقد ينص ايضا ان الشركة ملزمة بتوفير 20 ألف دولار للمتسابق المتعاقد معها سنويا ولكن هذا الشرط لا ينفذ، فماذا نفعل ونحن مطالبون بالعيش في المستوى نفسه الذي اعتدنا عليه? فمع الاسف اصبحنا نجوما حتى لو لفترة قصيرة، وهذا يحتم علينا الحفاظ على مظهرنا وان نسعى لتقديم ولو »سنغل« من وقت لآخر حتى لا ينسانا الجمهور".
وبمرارة شديدة قالت الفتاة: "الساحة الفنية غابة كبيرة قد اذهب بالفيديو كليب الى محطة فضائية او شركة انتاج، ولكنهم دائما ما يطلبون المقابل فما الذي يدفعهم لعرض اغنية لفنانة شابة? ودائما ما اتعرض لمساومات عدة ناهيك عن تجنب بعض الشركات التعاقد معنا حتى لا يدخلوا في نزاعات قانونية مع الشركة المحتكرة لأصواتنا".